الخيل (صفحة 35)

كُليَتاها كالمروتينِ وقَلْبٌ ... نَبَضِيٌّ كأنه بُرعُومُ

نبضي كثر النبض والتحرك ويقال ماء ينبض منه عرق والبرعوم غلاف نور الشجر، هذا التفسير من الكتاب.

رهلٌ زَوْرُها كأنَّ قَراها ... مَسَدٌ شدَّ متنه التبريم

وتمطَّى بَوْعا كما يتمطّى ... حَبَشيٌّ بحربةٍ مظلومُ

وقال أيضا

ولقد أغتدي يُدافع رُكني ... أجوَلي ذو ميعةٍ اضريجُ

مخلطٌ مزيَلٌ معنٌّ مفرٌّ ... مطرحٌ مضرحٌ جَموحٌ خَروج

سَلْهَبٌ شَرْجَبٌ كأن رماحَا ... حملته وفي السراة دُمُوجُ

تَتعادى به قوائمُ لأم ... وحوامٍ صمُّ الحوافر عُوجُ

مقبلاتٌ في الحزن أو مدبراتٌ ... بهوىً طائع بهن يهيجُ

كل قُف إذا حمين عليه ... قُرَحٌ خاشعُ القذال شحيجُ

وقال أيضا

ولقد أغتدي يُدافع رُكني ... تيسُ رَبْلٍ محنَّبٌ طيَّارُ

أهوجُ الحلمِ في اللجام لجوجٌ ... أعوجي عنانُه خوَّارُ

أيد القصرين لا قيدَ يوما ... فيُعَنَّى بِصرعِه بَيْطار

جرشُع الخَلق بادِنٌ فإذا ما ... أخذته الجلالُ والمِضمارُ

آل منه فخفَّ وهو نبيلٌ ... في محاني ضُلوعه أجفارُ

رَهِل الصدر أفرغت كتفاه ... في محانٍ أَطباقُهنَّ قِصار

جُوِّفَ الجوف منه وهو هواء ... مثل ما جاف أبزنا نجَّار

وهو شاح كفكة القتب المجلب شد القرا عليه الإطار

عن لسانٍ كجثَّة الورل الأحمر مجَّ الندى عليه العَرارُ

وقال أيضا

ولقد أغتدي يُدافع ركني ... مثل شاةِ الارانِ نهدٌ مُطارُ

لا يكاد الطويل يبلغ منه ... حيث يُثنى من المقصّ العِذار

ومنيفٌ غَوج اللبان يُرى منه بأعلى عليائه إدبار

يحسبُ الناظرون فيه قماصا ... وهو إلا المراحُ فيه وقار

مُلهِبٌ حسّه كحسّ حريق ... وسط غاب وذاك منه حضار

وقال ابن الرقاع العاملي فخلط فيها من قول أبي دواد.

ولقد أغتدي بأجرد نهد ... لاحه بعد صُنعه المِضمارُ

أيد القصرين ما قيدَ يوما ... فيعنَّى بصرعه بيطار

حَوشَب الخلق افرعت كَتفاه ... عن محاني ضلوعه إجفار

وإذا اهتز مقبلا زان منه ... اتلعٌ ما يُنال منه العذار

ويرى مُجفَرا إذا هو ولّى ... في حماتيه شدة وانبتار

ونُسورٌ لها جوافر صم ... لا يرى في أرساغهن انتشار

كالجلاميد بالمسيل علاهن من الماء خُضرَةٌ واصفرارُ

مُشِقَ اللحمُ عن حماتيه مشقا ... فتعالى واشتدَّت الأوتار

وعلى الزَور منبض القلب منه ... بخيازيم بينها أسيارُ

وضلوع كأنها حين ولى ... مال منها بكل عضو شجار

فهو طاف أقبُّ كالمسَد الأملس عاري الشوى ممر مغار

شاخص الحرتين ينفخ فيه ... قِطَعَ الربوِ مَنخِرٌ نشار

وهو شاح كأن لحييه حنوا ... قَتَبٍ لاحَ منهما النجار

وقال أيضا

على كل سَلْهَبه لاحها ... طراد المسالح أو سلهب

أشقَّ شخيص كَتيس الفلا ... ة يستَن أو جؤذَر الحُلب

إذا ما تَصَعْلك من حشوة ... فأصبح كالفرد الاشعب

أمرَّت حواصل أوصاله ... كما تَستَمر قُوَى القنَّب

وأشرف حاركه والقطا ... ة منه على طاءة المركب

على أن مجتمع القصريين ... ليس بغوط ولا أحدب

كُميت كأن على متنه ... سبائك من قِطَعُ المُذهَب

وقال عبيد بن الأبرص

ولقد اذعَر الوحوش بطرف ... مثل تيس الإران غير مُذال

غير أقنى ولا أقب ولكن ... مرجم ذو كريهة ونقال

يسبق الألف بالمدَجج ذي القو ... نس حتى يؤب كالتمثال

وهو كالمِنزع المريش من الشو ... حط مالت به يمين المُغالي

ولقد أقدمُ الخميس على جر ... داءَ ذات الجراء والايغال

والعناجيج كالقداح من الشو ... حط يحملنَ شكة الأبطال

وقال عدي بن زيد العبادي

له قُصة فشغتْ حاجبيه والعين تبصر ما في الظلم

له كَتفان علاويتان ... كصفح أوالية من إرم

له عنق مثل جذع السحوق ... وأذن مصعنة كالقلم

سليم النسور إلى حافر ... وأرساغه لم ترِمل بدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015