وقد أدى ازدحام السجون وعدم توافر الوسائل الصحية بها وحرمان المسجونين من الاتصال بزوجاتهم إلى انتشار الأمراض السرية والجلدية والصدرية، وغيرها من الأمراض الخطيرة بين المسجونين، وتدل إحصائيات سنة 1939 (?)،وهي خاصة بالسجون العمومية والليمانات، على أن 3993 مسجوناً أصيبوا بنزلات شعبية، و369 بالتدرن الرئوي وأدران أخرى، و422 بالسيلان،1160 بالزهري، و4128 بالجرب، و1534 بالقراع،5333 بأمراض جلدية أخرى،219 بقمل العانة، و8618 بخراجات ودمامل،926 بالروماتيزم، بل لقد بلغت حالة الإصابات والأمراض بين المسجونين 74000 حالة في سنة 1939.وفي عدد هذه الحالات الضخم وفي أنواع الأمراض التي بيناها ما يقطع بانخفاض المستوى الصحي والأخلاقي بين المسجونين.

فالسجون إذن أداة لنشر الأمراض بين المسجونين، ولإفساد أخلاقهم وتضييع رجولتهم، ولا يقتصر شر السجون على هذا، بل إنها تؤدي إلى فساد الأخلاق في خارجها، لأن وضع الرجال في السجون معناه تعريض زوجات هؤلاء الرجال وبناتهم وأخواتهم إلى الحاجة وإلى الفتنة ووضعهن وجهاً لوجه أمام الشيطان.

7 - ازدياد الجرائم:

وقد وضعت عقوبة الحبس على اختلاف أنواعها لمحاربة الجريمة، ولكن الإحصائيات التي لا تكذب تدل على أن الجرائم تزداد عاماً بعد عام زيادة تسترعي النظر وتبعث على التفكير الطويل، فقد كان عدد الجنايات في سنة 1906 لا يزيد على 3586 جناية فإذا به في 1912 يبلغ 4008 جناية، ثم يصل في سنة 1918 - 1919 إلى 6779 جناية، وفي سنة 1926 - 1927 يصل إلى 8012 جناية. وفي سنة 1938 - 1939 يصل إلى 9286 جناية. أما الجنح فكان عددها في سنة 1906 لا يزيد على 32810،وفي سنة 1912 أصبح 93743،وفي سنة 1926 - 1927 بلغ عددها 167677 جنحة، وفي سنة 1938 - 1939 بلغ عدد الجنح 382828.وهكذا في ظرف اثنين وثلاثين عاماً بلغ عدد الجنايات ثلاثة أمثال ما كان عليه، وبلغ عدد الجنح أكثر من أحد عشر مثلاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015