فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد عبده ورسوله يا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء: 1)، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 102)، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (الأحزاب: 70، 71).

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)).

هذه الخطبة لما سمعها ضماد حين أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال بعد ما سمعها: أعد علي كلماتك هؤلاء، فأعادهن عليه رسول الله ثلاث مرات؛ فقال: لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء، ولقد بلغن ناعوس البحر هات يدك أبايعك على الإسلام، فبايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام.

فهذه الخطبة التي تعرف بخطبة الحاجة هي أحسن ما يفتتح الخطيب به خطبته، ولأهميتها جمعها محدث العصر العلامة الألباني في رسالة خاصة، وذكر في مقدمتها أنه جمعها حتى يذيعها بين الخطباء والوعاظ والمدرسين؛ ليعملوا بها وليحيوا تلك السنة فيكون لهم أجرها كما قال -عليه الصلاة والسلام-: ((من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)).

وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في (مجموع الفتاوى) أن الخطباء من العصور الأولى كانوا يفتتحون خطبهم ودروسهم ومواعظهم بهذه الخطبة تأسيًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015