كما أن على الخطيب أن يجتنب الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
يقول العلامة الألباني -رحمه الله-: "من المصائب العظمى التي نزلت بالمسلمين منذ العصور الأولى: انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بينهم، لا أستثني أحدا منهم ولو كانوا علماءهم، إلا من شاء الله منهم من أئمة الحديث ونقادهم؛ كالبخاري وأحمد وابن معين وأبي حاتم الرازي وغيرهم، وقد أدى انتشارها إلى مفاسد كثيرة؛ منها ما هو من الأمور الاعتقادية الغيبية ومنها ما هو من الأمور التشريعية". فعلى الخطيب أن يبذل جهده ما استطاع في تحقيق الأحاديث التي سيوردها في خطبته، حتى يخرج من عموم قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((إن كذبًا علي ليس ككذب على أحد، فمن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار)).
التعبير الخطابي أو الأسلوب الخطابي:
أسلوب الخطبة وأسلوب المقال يتدرج العمل الفني في ثلاثة أدوار: الإيجاد، والتنسيق، والتعبير، والمراد بالإيجاد التفكير لاستنباط المعاني، والمراد بالتنسيق تنظيم المعاني وترتيبها، أما التعبير فهو إبراز هذه المعاني بأسلوب ملائم لها وللسامعين وللمتكلم، أسلوب ملائم لها لأن الموضوعات تختلف؛ فالخطبة الحربية تلائمها الكلمات القوية الحماسية والصور الخيالية، والخطبة القضائية يلائمها الأسلوب المتزن، وخطبة التأبين يشاكلها الأسلوب المتفجع وهكذا. وملائم للسامعين فيتأنق الخطيب في خطبته للخاصة، ويعدل إلى السذاجة مع العامة، ويطنب في الجمع المستكثر المستزيد، ويوجز في الجمع المؤثر للإقلال وهكذا، وملائم لحال الخطيب نفسه من فرح أو أسى ومن غضب أو رضا ومن انتقام أو رحمة.