وأمثل المناهج لحسن الخاتمة في خطب الخطباء منهجان هما:
أولًا: أن يلخص الخطيب في الخاتمة آراءه السابقة في العرض أو الموضوع.
ثانيهما: أن يحاول اجتذاب عواطف السامعين إلى رأيه، وأحيانًا يجمع الخطيب بين المنهجين، فإذا سلك الخطيب المنهج الأول ينبغي أن يلخص آراءه في دقة وإيجاز، مقتصرًا على أهم ما قال وعلى الأصول دون الفروع، ويحسن أن لا يكرر عبارته السابقة، بل يجدد في التعبير حتى يجدد في نشاط السامع، وأن يكون في تلخيصه موجزًا لا مطنبًا. وإذا سلك الخطيب المنهج الآخر يجب أن يكون خبيرًا بأنفس السامعين عارفًا بطرق استمالتهم، فيستعمل في كل خطبة أهم الوسائل التي تتفق وذوق السامعين ونفسيتهم.
ويشترط لجودة الخاتمة أن تكون صدى لما استعمله من عرض وتدليل وتفنيد، وأن تكون قوية، ويستحسن أن تكون أقوى جزء في الخطبة كلها؛ لأنها خلاصة موضوع الخطبة، وبقوتها يبقى أثر الموضوع في آذان وأذهان المستمعين، وأن تكون قصيرة ما أمكن، وأن تكون مثيرة للعواطف في الأمر الذي يريده الخطيب.
والهدف من جودة الخاتمة أن يتم إقناع السامعين، حتى لا يبقى للنفوس بعده تطلع، وأن تقوى في المستمعين الرغبة في العمل بما أذعنوا له، وهذان الأمران هما: الإقناع والاستمالة، وهما أكبر ما يعول عليه في الخطابة، ويميزها عن غيرها من فنون القول المختلفة.