وغير ذلك من الأمثلة البديعة التي لا تكاد تحصى في السنة، كل ذلك كان بأسلوب ممتع وعبارات سهلة وتعبير مفهوم، وعرض حسن ونطق جميل.

فأين نحن اليوم معشر الدُّعاة من هذا؟!

لقد خَالفَ كثيرٌ من الدُّعاة هذه القواعد وخرجوا في أساليبهم عن هذه الضوابط؛ فصِرْتَ تَحْضُر لكثير من الخطباء، وتَستَمِعُ إلى خُطبهم، ولا تكاد تخرج من الخطبة بكثير ينفعك، وكذلك من الدروس لا تكاد تخرج منها بفائدة تذكر؛ لأنّ هَمّ الخطيب أو المدرس كان سرد المعلومات، وليس تبسيطها والإكثار منها. إنّ سهولة الأسلوب وبساطة الطرح وعذوبة الألفاظ، تدفع الناس إلى الاستماع فالتعلم فالتأثر فالعمل، وإن صعوبة الأسلوب وتعقيد الطرح يدفع الناس للإعراض، ولا يخفى ما يترتب على ذلك.

وأسوأ من هذا ما كتب باسم العقيدة بألفاظ أفلاطونية، وعبارات فلسفية؛ فضلًا عما فيها من مخالفات شَرْعِيّة، وتَكَلُّف ما لم يأمرنا به الله ولا رسوله، بعيدين عن هدي الكتاب والسنة في العقيدة، وما فهمه الصحابة -رضوان الله عليهم- والأئمة الأربعة -رحمهم الله- مما يُسمى بالعقيدة السلفية الصافية.

التحدث بلُغة الجمع، وتعميم الخطاب عامةً دون قصد أفراد أو تعيين أشخاص

ومن أهم ما ينبغي للداعية أن يلتزم به في أسلوبه: التحدث بلُغة الجمع، الخطاب بصورة الجمع باستعمال "نا" المتكلمين وبضمائر المخاطبة؛ فلا يقُل الداعية مثلًا في حال النصح وتصحيح الخطأ "أنت" أو "أنتم" فعلتم، وأنتم قصرتم، وانهزتم، وعليكم أن تتوبوا إلى الله، وأن تتبعوا سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

طور بواسطة نورين ميديا © 2015