بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الرابع عشر
(الندوة والمؤتمر، وخصائص كل منهما، وفوائده)
الندوة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:
فالندوة لغةً: الجماعة، ونادَى الرجل: جالسه في النادي، وتنادوا أي: تجالسوا في النادي، ويقال: ندوت القوم أندوهم: إذا جمعتهم في النادي، وبه سُميت "دار الندوة" بمكة التي بناها قصي، سميت بذلك؛ لاجتماعهم فيها. قال الجوهري: الندي: مجلس القوم ومتحدثهم، وكذلك الندوة والنادي والمنتدَى.
وقد جاء في القرآن الكريم قول رب العالمين سبحانه عن قوم لوط -عليه السلام-:} وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ {(العنكبوت: 29) قيل: كانوا يحذفون الناس في مجالسهم، فأعلم الله سبحانه أن فعلهم هذا من المنكر، وأنه لا ينبغي أن يتعاشر الناس عليه ولا يجتمعوا علي الهزؤ والتلهي، وأن لا يجتمعوا إلا فيما قرب من الله -عز وجل- ورضوانه، وباعد من سخطه وعذابه.
وجاء في القرآن الكريم أيضًا قول ربنا -سبحانه وتعالى-:} فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ {(العلق: 17) يريد عشيرته، وإنما هم أهل النادي، والنادي مكانه ومجلسه، فسماه به.
أما الندوة في اصطلاح العلماء: فهي اجتماع مجموعة من المتخصصين أو المهتمين بأمر معين في مكان محدد وزمان محدد؛ لمناقشة موضوع محدد سلفًا، يتناوله كل واحد من المجتمعين من زاوية معينة من زواياه، ويبين كل منهم رأيه وما يعود على الناس من الخير في هذا الموضوع، وقد يُفتح بعد ذلك باب التعليق والمناقشة والسؤال من جانب جمهور المستمعين.
والندوة أسلوب من أساليب الدعوة له أهميته، وذلك أن هذا النوع من الوسائل -وسائل الدعوة، وهو الندوة- أقرب إلى النفوس، والندوة لها أهمية كبرى في