قال الدكتور يوسف القرضاوي: وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ أذن بالتحدث عنهم أمرنا أن لا نصدقهم ولا نكذبهم، فأي تصديق لرواياتهم وأقاويلهم أقوى من أن نقرنها بكتاب الله، ونضعها منه موضع التفسير أو البيان؟ اللهم غفرانك.
ولابن كثير -رحمه الله- في تفسيره تعقيبات كثيرة من هذا النوع على الإسرائيليات تتضمن إنكاره عليها ورفضه لها وإن كان يذكرها تبعًا لمن قبله، وفي بعض الأحيان يرفض ذكرها بالكلية مبقيًا القرآن على إجماله دون الخوض في تفصيلات لم يأتِ بها حديث ثابت عن المعصوم -صلى الله عليه وسلم.
كذلك مما يجب على الخطيب أن يحذره ويحذر الوقوع فيه في خطابه الدعوي الأحاديث الضعيفة والأحاديث الموضوعة.
يقول الدكتور يوسف القرضاوي: سواء من ذلك ما كان مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وما كان موقوفًا على بعض الصحابة مثل علي وابن عباس وغيرهما، وما كان منسوبًا إلى بعض التابعين مثل مجاهد وعكرمة والحسن وغيرهم، أو منسوبًا إلى مَن بعدهم من أهل العلم.
يجب على الخطيب أن يتفحص الروايات التي يرويها، والأحاديث التي يستشهد بها، وعليه أن يبذل جهده في محاولة تحقيق الحديث الذي يرويه؛ حتى لا يقع في عموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من كذَب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار)).
لقد حذَّر علماء الحديث من رواية الحديث الموضوع في مقام الأحكام والقصص والترغيب وغيرها، إلا مع التنبيه عليه، وبيان أنه حديث موضوع؛ وذلك ليحذر منه القارئ والمستمع.
لذا ينبغي على الخطيب الداعية أن لا يأخذ الحديث النبوي الشريف من كتب الوعظ والإرشاد والتصوف والتربية والتاريخ والتفسير ونحوها؛ وذلك لأنها