بالأهم، ألا وهو التكلم عن الآثار والظواهر التي تدل على الله، والتحدث عن البراهين العقلية والأدلة العملية التي توصل الإنسان إلى معرفة الله ووحدانيته، ويمكن أن يستقرئها الداعية من آيات الكون الباهرة، وظواهر الحياة المبدعة، ومعالم التكوين الدقيق في خلق الإنسان، وما أكثرها في العالم السفلي والعالم العلوي وعالم الحياة.

ورحم الله أبا العتاهية حين قال:

وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه الواحد

ويخطئ الداعية حين يكون في بيئة يدين أهلها بالإسلام ولكن يغلب عليهم الطابع الأمي، والمظهر الفطري، والاتجاه السليم، ويذهب يحدثهم عن الفلسفات الفكرية العالمية ونقدها، والنظريات العلمية الحديثة، وموقف الإسلام منها، والمذاهب الاجتماعية الحاضرة وتناقضها مع بعضها، يذهب يحدثهم بهذا وقد ترك التحدث بالأهم، ألا وهو العلم والتعلم، والأخلاق والتخلق، والإيمان وأثره، والعبادة ومفهومها، والمعاملة وحقيقتها. وبود الداعية أن يصنف المواضيع التي يطرحها في بيئة كهذه على حسب أهميتها؛ ليتناول واحدةً بعد واحدةٍ في الوقت المناسب حتى ينتهي منها.

ويخطئ الداعية حين يكون بين طبقة مثقفة آمنت بإسلام عظيم عقيدةً ونظامًا، وتحققت به سلوكًا ومعاملةً، وحملته إلى الناس تبليغًا ودعوةً، وذهب يحدثهم عن أبسط مبادئ الإسلام وأظهر أركان الإيمان، كالإيمان بالله والرسل، والاهتمام بالصلاة والصيام، وهذه الأمور من المسلمات، بل من البديهيات المعلومة من الدين بالضرورة، يذهب يحدثهم بهذا وقد ترك التحدث إليهم بالأهم، ألا وهو مسئولية الشباب في حمل رسالة الإسلام، والشباب وأثرهم في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015