فعليك -أيها الداعية- أن تهتم اهتمامًا بأن يكون خطابك الدعوي زاخرًا بآيات القرآن الكريم وأحاديث النبي العظيم -صلى الله عليه وسلم- فإن القرآن الكريم والحديث النبوي العظيم بركة ورحمة وشفاءٌ لما في الصدور، كلما أكثرتَ منهما كلما ملكت قلوب المدعوين وأثرت فيهم بفضل الله -عز وجل.
كذلك من ضوابط الخطاب الدعوي، بل ومن أهم ما ينبغيأن يحفظه الداعية في خطابه: أن يكون الخطاب الدعوي مواكبًا للأحداث، ومتأثرًا بها، ومعلقًا عليها، ومؤيدًا لما هو حق منها، ونقصد بالأحداث تلك الأقوال والأفعال والقضايا والصراعات والمَسرات والأحزان التي تتعاقب بتعاقب الليل والنهار، والتي أشار إليها ربنا سبحانه في قوله:} إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ {(آل عمران: 140) ولفظ "القرح" يُطلق على الجرح الذي يصيب الإنسان، وعلى الآلام التي تترتب على ذلك، ولفظ: {نُدَاوِلُها} من المداولة، وهي نقل الشيء أو الحديث من شخص إلى آخر، يقال: هذا الشيء تداولته الأيدي، أو هذا الحديث تداولته الألسنة، أي: انتقل من يد إلى أخرى ومن لسان إلى آخر.
ومعنى الآية: لا تجزعوا أيها المؤمنون لِمَا أصابكم من جراح وآلام في غزوة أُحد على أيدي المشركين أعدائكم، فهم قد أصيبوا منكم بمثل ذلك في غزوة بدر، وإن أيام الدنيا هي دول بين الناس بحيث لا يدوم سرورها ولا حزنها لأحد، فمَن سره زمن ساءته أزمان، ومن أمثال العرب: الحرب سِجال، أي: لا تدوم على حال واحدة، والأيام تتقلب؛ فهي تارةً لهؤلاء، وتارةً لأولئك.
ومن ضوابط الخطاب الدعوي: أن يراعي الخطيب أحوال مستمعيه، فإذا كانوا في حالة سرور ونعمة ساق لهم من الآيات القرآنية ومن الأحاديث النبوية