فعلى الدعاة أن يتأسوا بنبيهم -صلى الله عليه وسلم- في إثارة الاهتمام، وتنبيه يقظة الشعور لدى الحضور؛ حتى لا يدركهم المَلل، ولا تنتابهم الغفلة، ولا تخمد في أعماقهم أحاسيس الشعور.
ومما يثير الانتباه لدى السامعين، ويحرك فيهم كوامن اليقظة والاهتمام، تشويقهم إلى أمر مهم قد يجدون فيه عجبًا واستغرابًا بادئ ذي بدئ.
وإليك أيها الداعية المدرس هذا النموذج المشوق العجيب: سأل أحد الدعاة سامعيه هذا السؤال: مَن منكم يحب أن يستوطن الجنة وهو في الدنيا؟ فكلهم استغربوا هذا السؤال، وعجبوا منه لعلمهم أن الجنة هي موعد المتقين في الآخرة، فكيف يستوطنها في الدنيا؟! ولما رأى الداعية عجبهم واستغرابهم، انتهزها فرصةً؛ ليوجههم إلى ما يريد؛ فمما قاله لهم: إنْ أرَدْتُم رياض الجنة والتنعم فيها في الدنيا، فعليكم بالتزام مجالس العلم، ثم استشهد بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: مجالس الذكر)).
قال عطاء: مجالس الذكر هي حِلق العلم: كيف تتوضأ؟ كيف تصلي؟ كيف تصوم؟ كيف تحج؟ كيف تبيع؟ كيف تشتري؟ كيف تنكح؟ كيف تطلق؟
وقد ينقدح في ذهن الداعية الحصيف وسيلة أخرى من وسائل التشويق في إثارة انتباه السامعين، وتحريك كوامن استشرافهم ويقظتهم؛ فيؤديها خير أداء حين يجد الحاجة الماسة لها، ولفت أنظار السامعين إليها.
والذي أخلص إليه بعدما قلته:
أنّ الدّاعية لا يصلُ إلى قمة التوفيق وذِروة النجاح في دروسه الخاصة والعامة، إلّا أن يأخذ بأصول التدريس الدعوي، ومبادئ