الخصائص (صفحة 1034)

لما اعتزم عليه1 من الاختصار في استعمال الحروف. وليس كذلك يا بؤس للحرب وأحمري وأشقري. وذلك أن هنا إنما انضم الحرف إلى الاسم فهما مختلفان فجاز أن يترادفا في موضعهما لاختلاف جنسيهما.

فإن قلت: فقد قال2:

وما إن طبنا جبنٌ ولكن

وقال3:

ما إن يكاد يخليهم لوجهتهم

فجمع بين ما وإن، وكلاهما لمعنى النفي، وهما -كما ترى- حرفان.

قيل: ليست إن من قوله:

ما إن يكاد يخليهم لوجهتهم4

بحرف نفي5 فيلزم ما رمت إلزامه، وإنما هي حرف يؤكد به، بمنزلة ما ولا والباء ومن وغير ذلك ألا ترى إلى قولهم في الاستثبات عن زيد من نحو قولك6 جاءني زيد: أزيد إنيه؟، وفي باب7 رأيت زيدًا: أزيدا إنيه؟ فكما زيدت "إن" هنا توكيدًا مع غير8 "ما"، فكذلك زيدت مع "ما" توكيدًا.

وأما قوله9:

طعامهم لئن أكلوا معدٌ ... وما إن لا تحاك لهم ثياب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015