الخصائص (صفحة 1033)

يا بؤس مجرورة بإضافة "بؤس" إليها، واللام معلقة من قبل أن تعليق اسم1 المضاف والتأول له أسهل من تعليق حرف الجر والتأول له، لقوة الاسم وضعف الحرف فأما قوله2:

لو كنت في خلقاء من رأس شاهقٍ ... وليس إلى منها النزول سبيل3

فإن هذا إنما هو فصل بحرف الجر لا تعليق.

فإن قلت: فما4 تقول في قوله:

أني جزوا عامرًا سوءًا بفعلهم ... أم كيف يجزونني السوءى من الحسن5

وجمعه بين أم وكيف؟ فالقول أنهما ليسا لمعنى واحد. وذلك أن "أم" هنا جردت لمعنى الترك6 والتحول، وجردت من معنى الاستفهام "وأفيد"7 ذلك من "كيف" لا منها. وقد دللنا على ذلك فيما مضى.

فإن قيل: فهلا وكدت إحداهما الأخرى8 كتوكيد9 اللام لمعنى الإضافة وياءي10 النسب لمعنى الصفة.

قيل: يمنع من ذلك أن "كيف" لما بنيت واقتصر بها على الاستفهام البتة11، جرت مجرى الحرف البتة وليس في الكلام اجتماع حرفين لمعنى واحد؛ لأن في ذلك نقضًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015