ومنه قوله1:
قالت بنو عامر خالوا بني أسدٍ ... يا بؤس للجهل ضرارًا لأقوام
أي يا بؤس الحرب، فأقحم لام الإضافة "تمكينًا واحتياطًا لمعنى الإضافة"2 وكذلك قول الآخر3:
يا بؤس للحرب التي ... وضغت أراهط فاستراحوا
أي4 يا بؤس الحرب إلا أن الجر في هذا ونحوه إنما هو اللام الداخلة عليه وإن كانت زائدة. وذلك أن الحرف العامل وإن كان زائدًا فإنه لا بد عامل، ألا ترى إلى قوله5:
بحسبك في القوم أن يعلموا ... بأنك فيهم غني مضر
فالباء زائدة وهي "مع ذا"6 عاملة، وكذلك قولهم: قد كان من مطر، وقد كان من حديث فخل عني؛ فـ"من" زائدة وهي جارّة ولا يجوز أن تكون7 "الحرب" من قوله: