كأنّهم كانوا هرّابا، فمن حثهم السّير لا يوقدون لبرمة ولا ملّة؛ لأنّ ذلك لا يكون إلّا بالنزول والتمكث، وإنما يجتازون بالبسيسة [1] ، أو بأدنى علقة. وقال بعض اللّصوص [2] : [من الرجز]
ملسا بذود الحدسيّ ملسا ... نبّهت عنهن غلاما غسّا [3]
لمّا تغشّى فروة وحلسا ... من غدوة حتّى كأنّ الشّمسا [4]
بالأفق الغربيّ تكسى ورسا ... لا تخبزا خبزا وبسّا بسّا [5]
ولا تطيلا بمناخ حبسا ... وجنّباها أسدا وعبسا
قال: والبسيسة: أن يبلّ الدّقيق بشيء حتى يجتمع ويؤكل.
ونار أخرى، وهي «نار الوشم والميسم» يقال للرجل: ما نار إبلك؟ فيقول:
علاط [6] ، أو خباط [7] ، أو حلقة [8] أو كذا وكذا.
وقرّب بعض اللّصوص إبلا من الهواشة [9] ، وقد أغار عليها من كلّ جانب،