شديد الصّمم مائقا. فأنشد لعديّ بن زيد [1] : [من الطويل]
ومن حذر الأيّام ما حزّ أنفه ... قصير وخاض الموت بالسّيف بيهس [2]
نعامة لمّا صرّع القوم رهطه ... تبيّن في أثوابه كيف يلبس
وقال المتنخّل الهذليّ [3] وذكر سيفا: [من السريع]
منتخب اللّبّ له ضربة ... خدباء كالعطّ من الخذعل [4]
يقول: هذا السّيف أهوج لا عقل له. والخدب في هذا الموضوع: الهوج.
وتهاوي الشيء لا يتمالك. ويقال للسّيف لا يبالي ما لقي.
وقال الأعشى [5] في غير هذا الباب: [من المتقارب]
كحوصلة الرّال في جريها ... إذا جليت بعد إقعادها [6]
«كحوصلة الرّأل» يصف الخمر بالحمرة. جليت: أخرجت؛ وهو مأخوذ من جلوة العروس القاعدة، إذا قعدت عن الطّلب. ومثله في غير الخمر قول علقمة [7] : [من البسيط]
تأوي إلى حسكل حمر حواصله ... كأنّهنّ إذا برّكن جرثوم