الحيوان (صفحة 906)

سوى مهاة تقرو أسرّته ... وجؤذر يرتعي على كنس [1]

أو خضاب يرتعي بهقلته ... متى ترعه الأصوات يهتجس [2]

فقد قال طرفة كما ترى:

متى ترعه الأصوات يهتجس

وقال الآخر: جوابنا في هذا هو جوابنا فيما قبله.

1218-[فكاهة]

وروى الهيثم بن عديّ، وسمعه بعض أصحابنا من أبي عبيدة، قال: تضارط أعرابيّان عند خالد بن عبد الله، أحدهما تميميّ والآخر أزديّ فضرط الأزديّ ضرطة ضئيلة، فقال التميميّ: [من الطويل]

حبقت عجيفا محثلا ولو انّني ... حبقت لأسمعت النّعام المشرّدا [3]

فمرّ كمّر المنجنيق وصوته ... يبذّ هزيم الرّعد، بدءا عمرّدا [4]

1219-[سبب إطلاق لقب نعامة على بعض الناس]

وزعم أبو عمرو الشّيبانيّ عن بعض العرب، أنّ كلّ عربيّ وأعرابيّ كان يلقّب نعامة، فإنما يلقّب بذلك لشدّة صممه. وأنّه سأله عن الظليم: هل يسمع؟ فقال:

يعرف بأنفه وعينه، ولا يحتاج معهما إلى سمع. وأنشدني: [من الطويل]

فجئتك مثل الهقل يشتمّ رأله ... ولا عرف إلّا سوفها وشميمها [5]

وزعم أنّ لقب بيهس نعامة، وأنه لقّب بذلك لأنّه كان في خلق نعامة، وكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015