يريد أنّ حلمه ليس بسخيف متخلخل، وليس بخفيف سار، ولكنّه مصمت.
قال الشاعر [1] : [من الطويل]
وأسأل من صمّاء ذات صليل
وإنّما يريد أرضا يابسة، ورملة نشّافة، تسأل الماء: أي تريده وتبتلعه؛ وهي في ذلك صمّاء.
وقد قال الله لناس يسمعون: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ
[2] ذلك على المثل. وقال: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ
[3] . وذلك كلّه على ما فسّرنا. وقال: وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً
[4] وقال أيضا: إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ
[5] .
وقال عنترة [6] : [من الطويل]
ظللنا نكرّ المشرفيّة فيهم ... وخرصان صمّ السّمهريّ المثقف [7]
وقال العجير السّلوليّ [8] : [من الطويل]
وقد جذب القوم العصائب مؤخرا ... ففيهنّ عن صلع الرّجال حسور
فظلّ رداء العصب ملقى كأنّه ... سلى فرس تحت الرّجال عقور [9]