وفي صحّة بدن الغراب يقول الآخر [1] : [من المنسرح]
إنّ معاذ بن مسلم رجل ... قد ضجّ من طول عمره الأبد
قد شاب رأس الزّمان واكتهل الدّه ... ر وأثواب عمره جدد
يا نسر لقمان كم تعيش وكم ... تسحب ذيل الحياة يا لبد
قد أصبحت دار آدم خربت ... وأنت فيها كأنّك الوتد
تسأل غربانها إذا حجلت ... كيف يكون الصّداع والرّمد
ويقال: «أرض لا يطير غرابها» [2] . قال النّابغة [3] : [من الكامل]
ولرهط حرّاب وقد سورة ... في المجد ليس غرابها بمطار [4]
جعله مثلا. يعني أنّ هذه الأرض تبلغ من خصبها أنّه إذا دخلها الغراب لم يخرج منها، لأنّ كلّ شيء يريده فيها.
وفي زهو الغراب يقول حسّان، في بعض قريش [5] : [من الكامل]
إنّ الفرافصة بن الاحوص عنده ... شجن لأمّك من بنات عقاب
أجمعت أنّك أنت ألأم من مشى ... في فحش مومسة وزهو غراب
ويقال: «وجد فلان تمرة الغراب» [6] ، كأنّه يتّبع عندهم أطيب التمر.
ويقال: «إنّه لأحذر من غراب» [7] و: «أشد سوادا من غراب» [8] .