وبعض القول ليس له عناج ... كمخض الماء ليس له إتاء
وقال تأبّط شرّا- إن كان قالها-[1] : [من المديد]
شامس في القرّ حتّى إذا ما ... ذكت الشّعرى فبرد وظلّ [2]
وله طعمان: أري وشريّ ... وكلا الطّعمين قد ذاق كلّ [3]
مسبل في الحيّ أحوى رفلّ ... وإذا يغدو فسمع أزلّ [4]
ووراء الثأر منه ابن أخت ... مصع عقدته ما تحلّ
مطرق يرشح سمّا، كما ... أطرق أفعى ينفث السمّ صلّ
خبر ما نابنا مصمئلّ ... جلّ حتّى دقّ فيه الأجلّ [5]
كلّ ماض قد تردّى بماض ... كسنا البرق إذا ما يسلّ [6]
فاسقنيها يا سواد بن عمرو ... إنّ جسمي بعد خالي لخلّ
وقال سلامة بن جندل [7] : [من الطويل]
سأجزيك بالودّ الذي كان بيننا ... أصعصع إنّي سوف أجزيك صعصعا
سأهدي وإن كنا بتثليث مدحة ... إليك وإن حلّت بيوتك لعلعا
فإن يك محمودا أبوك فإنّنا ... وجدناك محمود الخلائق أروعا
فإن شئت أهدينا ثناء ومدحة ... وإن شئت أهدينا لكم مائة معا
فقال صعصعة بن محمود بن بشر بن عمرو بن مرثد: الثّناء والمدحة أحبّ إلينا. وكان أحمر بن جندل أسيرا في يده، فخلّى سبيله من غير فداء.