كذي الأفعى تربّبها لديه ... وذي الجنّيّ أرسله تساب «1»
فلا ربّ المنية يأمننها ... ولا الجنّيّ أصبح يستتاب
الجنّيّ: إبليس؛ لذنوبه. والأفعى هي الحيّة التي كلم إبليس آدم من جوفها.
ومن لا علم عنده يروي أيضا أنّ إبليس قد دخل جوف الحمار مرّة، وذلك أنّ نوحا لمّا دخل السفينة تمنّع الحمار بعسره ونكده، وكان إبليس قد أخذ بذنبه. وقال آخرون: بل كان في جوفه فلمّا قال نوح للحمار: ادخل يا ملعون! ودخل الحمار، دخل إبليس معه، إذ كان في جوفه. قال: فلمّا رآه نوح في السفينة قال: يا ملعون من أدخلك السّفينة؟ قال: أنت أمرتني. قال: ومتى أمرتك؟ قال: حين قلت، ادخل يا ملعون، ولم يكن ثمّ ملعون غيري.
قال أميّة بن أبي الصّلت: [من الخفيف]
هو أبدى من كلّ ما يأثر النّا ... س أماثيل باقيات سفورا «2»
خلق النّخل مصعدات تراها ... تقصف اليابسات والخضّورا «3»
والتّماسيح والثّياتل والإ ... يّل شتّى والرّيم واليعفورا «4»
وصوارا من النّواشط عينا ... ونعاما خواضبا وحميرا «5»
وأسودا عواديا وفيولا ... وذيابا والوحش والخنزيرا
وديوكا تدعو الغراب لصلح ... وإوزّين أخرجت وصقورا»
قال: ثم ذكر الحمامة فقال «7» : [من الخفيف]
سمع الله لابن آدم نوح ... ربّنا ذو الجلال والإفضال