حين أوفى بذي الحمامة والنّا ... س جميعا في فلكه كالعيال
فأتته بالصّدق لمّا رشاها ... وبقطف لما غدا عثكال «1»
ووصف في هذه القصيدة أمر الحمامة والغراب صفة ثانية، وغير ذلك، وبدأ بذكر السفينة فقال «2» : [من الطويل]
ترفّع في جري كأنّ أطيطه ... صريف محال تستعيد الدّواليا «3»
على ظهر جون لم يعدّ لراكب ... سراه وغيم ألبس الماء داجيا «4»
فصارت بها أيّامها ثمّ سبعة ... وستّ ليال ذائبات غواطيا «5»
تشق بهم تهوي بأحسن إمرة ... كأنّ عليها هاديا ونواتيا «6»
وكان لها الجوديّ نهيا وغاية ... وأصبح عنه موجه متراخيا «7»
[ثم قال] :
وما كان أصحاب الحمامة خيفة ... غداة غدت منهم تضمّ الخوافيا
رسولا لهم والله يحكم أمره ... يبين لهم هل يؤنس التّرب باديا
فجاءت بقطف آية مستبينة ... فأصبح منها موضع الطّين جاديا «8»
على خطمها واستوهبت ثمّ طوقها ... وقالت ألا لا تجعل الطّوق حاليا «9»
ولا ذهبا، إنّي أخاف نبالهم ... يخالونه مالي وليس بماليا
وزدني على طوقي من الحلي زينة ... تصيب إذا أتبعت طوقي خضابيا
وزدني لطرف العين منك بنعمة ... وأرّث إذا ما متّ طوقي حماميا
يكون لأولادي جمالا وزينة ... ويهوين زيني زينة أن يرانيا «10»