وذكر محمّد بن عجلان المدينيّ عن زيد بن أسلم، أنّه كان لا يرى بأسا بالبيض الذي يتقامر به الفتيان، أن يهدى إليه منه شيء أو يشتريه فيأكله.
وهشام بن حسّان قال: سئل الحسن عن البيض يلعب به الصّبيان يشتريه الرجل فيأكله، فلم ير به بأسا وإن أطعموه أن يأكل منه. والجوز الذي يلعب به الصّبيان.
وحاتم بن إسماعيل الكوفيّ قال: حدّثنا عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيّب، أنّه لم يكن يرى بأسا بالبيض الذي يلعب به الصّبيان.
قال: وحدّثني ابن جريج قال، وأخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير قال: أخبرني أبو الطفيل أنّه سمع عليّ بن أبي طالب يقول: اقتلوا من الحيّات ذا الطّفيتين «1» ، والكلب الأسود البهيم ذا الغرّتين «2» .
قال: والغرّة: حوّة تكون بعينيه.
قال صاحب الكلب: قد أخبرني أبو حرب عن منصور القصّاب، قال: سألت الحسن عن البيض الذي يتقامرون به، فكرهه.
وما رأينا قطّ أحدا يريد الادّلاج ينتظر صقاع الدّيك «3» . وإنّما يوالي الدّيك بين صياحه قبيل الفجر ثمّ مع الفجر إلى أن ينبسط النهار، وفيما بين الفجر وامتداد النهار لا يحتاج النّاس إلى الاستدلال بأن يصوّت الديك. ولها في الأسحار أيضا بالليل الصّيحة والصّيحتان، وكذلك الحمار. على أنّ الحمار أبعد صوتا، وأجدر أن ينبّه كلّ نائم لحاجة إن كانت له. وما رأينا صاحب سحور يستعمله، وكذلك صاحب الأذان، وما رأيناه يتّكل في وقت أذانه على صياح الدّيك، لأنّ صورة صوته ومقدار مخرجه في السّحر الأكبر كصياحه قبل الفجر. وصياحه قبل الفجر؛ كصياحه وقد نوّر الفجر وقد أضاء النهار. ولو كان بين الصيحتين فرق وعلامة كان لعمري ذلك دليلا.
ولكنّه من سمع هتافه وصقاعه فإنّما يفزع إلى مواضع الكواكب، وإلى مطلع الفجر الكاذب والصادق.