وقال الآخر: [من الرجز]
مفدّيات وملقّبات
وأنشد قول أبي ذؤيب في شبيه بالمعنى الأوّل: [من الكامل]
شغف الكلاب الضّاريات به ... فإذا يرى الصّبح المصدّق يفزع «1»
يقول: هذه الثّيران لما قد لقّين مع الصبح والإشراق من الكلاب، صار أحدها حين يرى ساطع الصبح يفزع، وذلك أنّها تمطر ليلتها فتشرّق في الشمس، فعندها ترسل عليها الكلاب.
ويقال إنّ أكثر ما يعرض الذّئب للغنم مع الصّبح، وإنّما رقب فترة الكلب وكلاله، لأنه بات ليلته دائبا يحرس.
وقال أعرابيّ وكسر ذئب شاة له مع الصّبح، فقال: [من البسيط]
أودى بوردة أمّ الورد ذو عسل ... من الذّئاب إذا ما راح أو بكرا «2»
لولا ابنها وسليلات لها غرر ... ما انفكّت العين تذري دمعها دررا
كأنّما الذّئب إذ يعدو على غنمي ... في الصّبح طالب وتر كان فاتّأرا «3»
اعتامها اعتامه شثن براثنه ... من الضّواري اللّواتي تقصم القصرا «4»
ولما قال النبيّ عليه الصلاة والسلام لزيد الخيل من الخير ما قال. وسمّاه زيد الخير، ما سأله زيد شيئا، ولا ذكر له حاجة، إلّا أنّه قال: يا رسول الله، فينا رجلان يقال لأحدهما ذريح، والآخر يكنى أبا دجانة، ولهما أكلب خمسة تصيد الظباء، فما