قال: وكان ابن لسان الحمّرة «1» يكنى أبا كلاب. وكان زوج حبّى المدنيّة يقال له ابن أمّ كلاب، وقال الشّاعر يذكرها: [من الطويل]
وما وجدت وجدي به أمّ واحد ... ولا وجد حبّى بابن أمّ كلاب «2»
رأته طويل السّاعدين شمردلا ... كما انبعثت من قوّة وشباب
وقال آخر يصف عيون الكلاب إذا أبصرت الصّيد: [من الطويل]
مجزّعة غضف كأنّ عيونها ... إذا آذن القنّاص بالصّيد عضرس «3»
مجزّعة: في أعناقها جزع، وهو الودع يجعل في القلائد. يقول: تبيضّ عيونها حين تختل الصّيد. والعضرس هاهنا: البرد.
وقال الآخر: [من الكامل]
خوص تراح إلى الصّراخ إذا غدت ... فعل الضّراء تراح للكلّاب «4»
وقال آخر وذكر الضّراء، وهو يصف الشّيخ وضعفه: [من الوافر]
ومنها أن يقاد به بعير ... ذلول حين تهترش الكلاب
قال: وهم عند الحاجة يعدّون الكلب والمطيّة، وأنشد: [من الطويل]
فأعقب خيرا كلّ أهوج مهرج ... وكلّ مفدّاة العلالة صلدم «5»