يومئذ إلى بني عبد الحارث بن نمير، فما شبّهتهم إلّا بالكلاب المتعاظلة حول اللواء.
وقال أبو براء عامر بن مالك ملاعب الأسنّة- لاعبه الحارث واليوم قال فقال «1» منذ يومئذ.
قال: والسّلوقيّة منسوبة إلى سلوق من بلاد اليمن، لها سلاح جيّد وكلاب فرّه. وقال القطاميّ: [من الكامل]
معه ضوار من سلوق له ... طورا تعانده وتنفعه «2»
قالوا: وليس في الأرض بهيمة ولا سبع أنثى تريد فطام ولدها وإخراجه من اللّبن إلى اللحم، أو من اللبن إلى العشب، إن كانت بهيمة إلّا وهي تعفر ولدها. والتعفير:
أن ترضعه وتمنعه حتى يجوع ويطلب اللحم إن كان سبعا، والعشب إن كان بهيمة.
فلا تزال تنوّله وتماطله وكلما مرّت عليه الأيّام كان وقت منعها له أطول، حتّى إذا قوي على أكل اللّحم أو العشب فطمته. قال لبيد في مثل ذلك «3» : [من الكامل]
أفتلك أم وحشيّة مسبوعة ... خذلت وهادية الصّوار قوامها «4»
خنساء ضيّعت الفرير فلم يرم ... عرض الشّقائق طوفها وبغامها «5»
لمعفّر قهد تنازع شلوه ... غبس كواسب لا يمنّ طعامها «6»
صادفن منها غرّة فأصبنها ... إنّ المنايا لا تطيش سهامها
لأنّ البقرة إذا كانت بحضرة ولدها لم تضيّعه ومنعت السّباع منه، وقاتلت دونه بقرونها أشدّ القتال، حتّى تنجيه أو تعطب.