وقال ابن عيّاش الكنديّ لبني أسد في قتلهم حجر بن عمرو: [من الطويل]
عبيد العصا جئتم بقتل رئيسكم ... تريقون تامورا شفاء من الكلب «1»
وقال الفرزدق: [من الطويل]
ولو تشرب الكلبى المراض دماءنا ... شفتها وذو الخبل الذي هو أدنف «2»
وذاك أنّهم يزعمون أنّ دماء الأشراف والملوك تشفي من عضّة الكلب الكلب، وتشفي من الجنون أيضا، كما قال الفرزدق:
ولو تشرب الكلبى المراض دماءنا ... شفتها............... .........
ثم قال: «وذو الخبل الذى هو أدنف» وقد قال ذلك عاصم بن القرّيّة، وهو جاهليّ: [من الطويل]
وداويته مما به من مجنة ... دم ابن كهال والنّطاسيّ واقف «3»
وقلّدته دهرا تميمة جدّه ... وليس لشيء كاده الله صارف «4»
وكان أصحابنا يزعمون أنّ قولهم: «دماء الملوك شفاء من الكلب» ، على معنى أنّ الدّم الكريم هو الثأر المنيم، وأنّ داء الكلب على معنى قول الشاعر: [من الرمل]
كلب من حسّ ما قد مسّه ... وأفانين فؤاد مختبل «5»
وعلى معنى قوله: [من الكامل]
كلب بضرب جماجم ورقاب «6»