على أخذها يوم غبّ الورود ... وعند الحكومة أذنابها [1]
وقال عبيد بن أيوب [2] : [من الطويل]
ظللت وناقتي نضوي فلاة ... كفرخ الضبّ لا يبغي ورودا [3]
وقال أبو زياد: قال الضبّ لصاحبه [4] : [من الرجز]
أهدموا بيتك لا أبا لكا ... وزعموا أنك لا أخا لكا
وأنا أمشي الحيكى حوالكا [5]
وتقول العرب: «أروى من ضبّ» [6] ؛ لأن الضب عندهم لا يحتاج إلى شرب الماء، وإذا هرم اكتفى ببرد النّسيم، وعند ذلك تفنى رطوبته فلا يبقى فيه شيء من الدّم، ولا مما يشبه الدّم. وكذلك الحيّة. فإذا صارت كذلك لم تقتل بلعاب، ولا بمجاج، ولا بمخالطة ريق؛ وليس إلّا مخالطة عظم السّنّ لدماء الحيوان.
وأنشدوا [7] : [من الرجز]
لميمة من حنش أعمى أصم ... قد عاش حتّى هو لا يمشي بدم
فكلّما أقصد منه الجوع شم
وأما صاحب المنطق فإنه قال: باضطرار إنه لا يعيش حيوان إلّا وفيه دم أو شيء يشاكل الدم.