فلما كان في اليوم الثالث نادت: يا ضبّ، وردا وردا! قال: فلمّا لم يجبها بادرت إلى الماء، وأتبعها الضبّ، فأخذ ذنبها. فقال: في تصداق ذلك ابن هرمة [1] :
[من الهزج]
ألم تأرق لضوء البر ... ق في أسحم لمّاح
كأعناق نساء الهن ... د قد شيبت بأوضاح [2]
تؤام الودق كالزّاح ... ف يزجى خلف أطلاح [3]
كأنّ العازف الجنّ ... يّ أو أصوات أنواح [4]
على أرجائها الغرّ ... تهدّيها بمصباح [5]
فقال الضبّ للضفد ... ع في بيداء قرواح [6]
تأمّل كيف تنجو اليو ... م من كرب وتطواح [7]
فإني سابح ناج ... وما أنت بسبّاح
فلمّا دق أنف المز ... ن أبدى خير إرواح [8]
وسحّ الماء من مستح ... لب بالماء سحّاح [9]
رأى الضبّ من الضفد ... ع عوما غير منجاح
وحطّ العصم يهويها ... ثجوج غير نشّاح [10]
ثقال المشي كالسّكرا ... ن يمشي خلفه الصّاحي
ثم قال في شأن الضفدع والضب، الكميت بن ثعلبة [11] : [من المتقارب]