الحيوان (صفحة 1332)

1743-[ما يخرج الضب من جحره]

والضبّ تذلقه [1] من جحره أمور، منها السّيل. وربّما صبّوا في جحره قربة من ماء فأذلقوه به. وأنشد أبو عبيدة: [من الخفيف]

يذلق الضبّ ويخفيه كما ... يذلق السّيل يرابيع النّفق

يخفيه مفتوحة الياء. وتذلقه وقع حوافر الخيل. ولذلك قال امرؤ القيس بن حجر [2] : [من الطويل]

خفاهنّ من أنفاقهنّ كأنّما ... خفاهنّ ودق من سحاب مركّب

تقول: خفيته أخفيه خفيا: إذا أظهرته. وأخفيته إخفاء: إذا سترته. وقال ابن أحمر [3] : [من المتقارب]

فإن تدفنوا الدّاء لا نخفه ... وإن تبعثوا الحرب لا نقعد

ولا بدّ من أن يكون وقع الحوافر هدم عليها. أو يكون أفزعها فخرجت. وأهل الحجاز يسمّون النّبّاش المختفي؛ لأنّه يستخرج الكفن من القبر ويظهره.

وحكوا عن بعض الأعراب أنّه قال [4] : «إنّ بني عامر قد جعلوني على حنديرة أعينها، تريد أن تختفي دمي» أي تظهره وتستخرجه. كأنّها إذا سفحته وأراقته فقد أظهرته.

1744-[تفضيل أبي عبيدة قصيدة لامرىء القيس]

وأنشد أبو عبيدة [5] : [من الرمل]

ديمة هطلاء فيها وطف ... طبق الأرض تحرّى وتدر [6]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015