قال: وضروب من الطير لا تلتمس أرزاقها إلا بالليل، منها الخفّاش، والبومة، والصّدى [1] ، والضّوع [2] ، وغراب الليل.
والبعوض بالنهار تؤذي بعض الأذى، وإنما سلطانها بالليل. وكذلك البراغيث.
وأما القمل فأمره في الحالات مستو. وليس للذّبّان بالليل عمل. إلا أنّي متى بيت معي في القبة ما صار إليها، وسكن فيها من الذّبّان، ولم أطردها بالعشيّ وبعد العصر، فإني لا أجد فيها بعوضة واحدة.
وقال الرّاجز في خرطوم البعوضة [3] : [من الرجز]
مثل السّفاة دائم طنينها ... ركّب في خرطومها سكّينها [4]
وقال الهذليّ [5] : [من الوافر]
كأنّ وغى الخموش بجانبيه ... وغى ركب أميم ذوي هياط [6]
والخموش: أصناف البعوض. والوغى: أصوات الملتفة التي لا يبين واحدها عن معنى، وهو كما تسمع من الأصوات الجيشين إذا التقيا على الحرب، وكما تسمع من ضجّة السوق.
وقال الكميت وهو يذكر قانصا وصاحب قترة [7]- لأنه لا يبتني بيته إلّا عند