شريعة [1] ينتابها الوحش- فقال وهو يصف البعوض [2] : [من الطويل]
به حاضر من غير جنّ تروعه ... ولا أنس ذو أرنان وذو زجل [3]
والحاضر: الذي لا يبرحه البعوض، لأن البعوض من الماء يتخلّق فكيف يفارقه، والماء الراكد لا يزال يولده؟! فإن صار نطافا أو ضحضحا [4] استحال دعاميص، وانسلخت الدّعاميص فصارت فراشا وبعوضا. وقال ذو الرّمة [5] : [من الطويل]
وأيقنّ أنّ القنع صارت نطافه ... فراشا وأن البقل ذاو ويابس
وصف الصّيف. وقال أبو وجزة [6] ، وهو يصف القانص والشريعة والبعوض:
[من البسيط]
تبيت جارته الأفعى وسامره ... رمد به عاذر منهنّ كالجرب
رمد في لونها، يعني البعوض، وهي التي تسامر القانص وتسهره. والعاذر:
الأثر. يقول: في جلده عواذير وآثار كآثار الجرب من لسع البعوض، وهو مع ذلك وسط الأفاعي.
وقال الراجز يصف البعوض [7] : [من الرجز]
وليلة لم أدر ما كراها ... أمارس البعوض في دجاها [8]
كلّ زجول خفق حشاها ... ستّ لدى إيفائها شواها [9]
لا يطرب السامع من غناها ... حنّانة أعظمها أذاها