الحيوان (صفحة 1166)

شريعة [1] ينتابها الوحش- فقال وهو يصف البعوض [2] : [من الطويل]

به حاضر من غير جنّ تروعه ... ولا أنس ذو أرنان وذو زجل [3]

والحاضر: الذي لا يبرحه البعوض، لأن البعوض من الماء يتخلّق فكيف يفارقه، والماء الراكد لا يزال يولده؟! فإن صار نطافا أو ضحضحا [4] استحال دعاميص، وانسلخت الدّعاميص فصارت فراشا وبعوضا. وقال ذو الرّمة [5] : [من الطويل]

وأيقنّ أنّ القنع صارت نطافه ... فراشا وأن البقل ذاو ويابس

وصف الصّيف. وقال أبو وجزة [6] ، وهو يصف القانص والشريعة والبعوض:

[من البسيط]

تبيت جارته الأفعى وسامره ... رمد به عاذر منهنّ كالجرب

رمد في لونها، يعني البعوض، وهي التي تسامر القانص وتسهره. والعاذر:

الأثر. يقول: في جلده عواذير وآثار كآثار الجرب من لسع البعوض، وهو مع ذلك وسط الأفاعي.

وقال الراجز يصف البعوض [7] : [من الرجز]

وليلة لم أدر ما كراها ... أمارس البعوض في دجاها [8]

كلّ زجول خفق حشاها ... ستّ لدى إيفائها شواها [9]

لا يطرب السامع من غناها ... حنّانة أعظمها أذاها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015