الحيوان (صفحة 1164)

ثم عاد صياحه إلى الأنين، ثم خفت وناموا في كللهم [1] وهم سكارى. فجئت إلى المقموط، وما جاوز وقت عتمة، فإذا هو ميت، وإذا هو أشد سوادا من الزنجي. وأشد انتفاخا من الزقّ المنفوخ، وذلك كله بقدر ما بين العشاء والمغرب. فقلت: إنها لمّا لسبته ولسعته من كلّ جانب لسعا على لسع إن اجتماع سمومها فيه أربت [2] على نهشة أفعى بعيدا. فهي ضرر ومحنة، ليس فيها شيء من المرافق.

1519-[نفع العقرب]

والعقارب بأكلها مشوية من بعينه ريح السّبل [3] ، فيجدها صالحة. ويرمى بها في الزيت، حتى إذا تفسّخت وامتصّ الزيت ما فيها من قواها فطلوا بذلك الدهن الخصى [4] التي فيها النفخ- فرّق تلك الريح حتّى تخمص [5] الجلدة، ويذهب الوجع.

فإذا سمعت بدهن العقارب فإنما يعنون هذا الدهن.

[باب في البعوض]

(باب)

1520-[أجناس البعوض]

في البقّ، والجرجس [6] والشّرّان [7] ، والفراش، والأذى.

وقال الله عزّ وجلّ: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها

[8] ، قال: يريد فما دونها.

وهو قول القائل للرجل يقول: فلان أسفل الناس وأنذلهم! فيقول: هو فوق ذلك! يضع قوله فوق، في موضع: هو شرّ من ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015