(باب)
[1] والبرغوث أسود أحدب نزّاء، من الخلق الذي لا يمشي صرفا.
وبما قال بعضهم: دبيبها من تحتي أشدّ عليّ من عضّها.
وليس ذلك بدبيب. وكيف يمكنه الدّبيب- وهو ملزق على النّطع بجلد جنب النائم؟! ولكنّ البرغوث خبيث، فمتى أراد الإنسان أن ينقلب من جنب إلى جنب، انقلب البرغوث واستلقى على ظهره، ورفع قوائمه فدغدغه بها، فيظنّ من لا علم عنده أنه إنما يمشي تحت جنبه.
وقد ذكرنا من شأنه في مواضع، ولو كان الباب يكبر حتى يكون لك مجموعا ولم تعرفه تكلفت لك جمعه.
وقال بعض الأعراب [2] : [من البسيط]
ليل البراغيث عنّاني وأنصبني ... لا بارك الله في ليل البراغيث [3]
كأنهنّ وجلدي إذ خلون به ... أيتام سوء أغاروا في المواريث
وقال محبوب بن أبي العشنّط النهشليّ [4] : [من البسيط]
لروضة من رياض الحزن أو طرف ... من القريّة جرد غير محروث [6]
للنّور فيه إذا مجّ النّدى أرج ... يشفي الصّداع ويشفي كلّ ممغوث [7]