على ذيلك من ثياب هؤلاء. قال: وأيّ دابة هي؟ قلت: قملة. قال: أرنيها؛ فقد والله سمعت بها! قال: فتعجبت يومئذ من المقادير كيف ترفع رجالا في السماء، وتحطّ آخرين في الثّرى!
قال: والقرد يتفلّى، فإذا أصاب قملة رمى بها إلى فيه.
ونساء العوامّ يعجبهنّ صوت قصع القمل على الأظفار.
ورأيت مرة أنا وجعفر بن سعيد، بقَّالا في العتيقة وإذا امرأته جالسة بين يديه، وزوجها يحدّثها وهي تفلّي جيبها وقد جمعت بين باطن إبهامها وسبّابتها عدّة قمل، فوضعتها على ظفر إبهامها الأيسر، ثم قلبت عليها ظفرها الأيمن فشدختها به، فسمعت لها فرقعة، فقلت لجعفر: فما منعها أن تضعها بين حجرين؟ قال: لها لذة في هذه الفرقعة، والمباشرة أبلغ عندها في اللذة. فقلت: فما تكره مكان زوجها؟
قال: لولا أن زوجها يعجب بذلك لنهاها!
وقال ابن ميّادة [1] : [من الطويل]
سقتني سقاة المجد من آل ظالم ... بأرشية أطرافها في الكواكب [2]
وإنّ بأعلى ذي النّخيل نسيّة ... يسيّرن أعيارا شداد المناكب [3]
يشلن بأستاه عليهنّ دسمة ... كما شال بالأذناب سمر العقارب [4]