وهم زباب حائر ... لا تسمع الآذان رعدا
هكذا أنشدونا.
وأنشد الأصمعي لمزرّد بن ضرار، في تشبيه الجرع في حلوق [1] الإبل بجثمان [2] الزّباب- وهو الشكل الذي وصفناه- فقال في وصف ضيف له سقاه، فوصف جرعه:
[من الطويل]
فقلت له اشرب لو وجدت بهازرا ... طوال الذّرى من مفرهات خناجر [3]
ولكنما صادفت ذودا منيحة ... لمثلك يأتي للقرى غير عاذر [4]
فأهوى له الكفّين وامتدّ حلقه ... بجرع كأثباج الزّباب الزّنابر [5]
وقال أعرابيّ وهو يطنز [6] بغريم له، ويذكر قرص الفأر الصّكاك، عند فراره منه:
«الزم الصّكّ لا يقرضه الفأر!» تهزّؤوا به [7] : [من البسيط]
أهون عليّ بسيّار وصفوته ... إذا جعلت ضرارا دون سيّار [8]
التّابعي ناشرا عندي صحيفته ... في السوق بين قطين غير أبرار [9]
جاؤوا إليّ غضابا يلغطون معا ... يشفي إراتهم أن غاب أنصاري [10]
لمّا أبوا جهرة إلا ملازمتي ... أجمعت مكرا بهم في غير إنكار