وقلت: إني سيأتيني غدا جلبي ... وإنّ موعدكم دار ابن هبّار
وما أواعدهم إلا لأربثهم ... عني فيخرجني نقضي وإمراري [1]
وما جلبت إليهم غير راحلة ... تخدي برحلي وسيف جفنه عاري [2]
إنّ القضاء سيأتي دونه زمن ... فاطو الصحيفة واحفظها من الفار
وصفقة لا يقال الرّبح تاجرها ... وقعت فيها وقوع الكلب في النار [3]
والعرب تعيب الإنسان إذا كان ضيّق الفم، أو كان دقيق الخطم، يشبّهون ذلك بفم الفأرة. وقال عبدة بن الطبيب [4] : [من البسيط]
ما مع أنك يوم الورد ذو لغط ... ضخم الجزارة بالسّلمين وكّار [5]
تكفي الوليدة في الباديّ مؤتزرا ... فاحلب فإنك حلّاب وصرّار [6]
ما كنت أول ضبّ صاب تلعته ... غيث فأمرع واسترخت به الدار [7]
أنت الذي لا نرجّي نيله أبدا ... جلد النّدى، وغداة الرّوع خوّار [8]
تدعو بنيّيك عبّادا وحذيمة ... فا فأرة شجّها في الجحر محفار [9]
وقال أبو الشّمقمق [10] في الفأر والسّنّور: [من الخفيف]
ولقد قلت حين أقفر بيتي ... من جراب الدّقيق والفخّاره
ولقد كان آهلا غير قفر ... مخصبا خيره كثير العماره
فأرى الفأر قد تجنّبن بيتي ... عائذات منه بدار الإماره