الحور العين (صفحة 199)

قال: وكذلك توصي إلى ولدك الذي تعهد إليه وتأمره أن يوصي إلى ولده بمثل ذلك، فإنه لا يزال الأمر مستوراً، حتى يظهره الله بالرابع من ولدك، فيقوم بالغرب وينجز الله له وعده، وينصب راية لا تنكس إلى يوم القيامة، من ولده يكون القائم المنتظر.

فمضى ابنه بعده على هذه السيرة، وهم يلقبونه بالمهدي، ثم أوصى إلى ابنه الثاني بمثل ذلك، وهو يلقب بالمقتدي، ثم أوصى إلى ابنه الثالث بمثل ذلك، وهو يلقب بالهادي.

ثم انتقل الهادي إلى الكوفة، وبعث منها المنصور أبا القاسم بن فرج بن حوشب بن زادان الكوفي داعياً إلى اليمن، وأمره أن يقصد اليمن، وينزل بعدن لاعه، في مغرب اليمن، فإن الله عز وجل قسم لليمانية ألا يتم أمر في هذه الشريعة إلا بنصرهم، وأمره أن يدعو إلى ابنه عبد الله المهدي.

قال: فأما أنا فلا حظ لي في الملك، وبعث معه علي بن الفضل الخنفري وكان قد وفد إليه من اليمن، فخرجا جميعاً إلى مكة، ثم افترقا. فقصد المنصور عدن لاعه، وقصد ابن فضل إلى أرض يافع، ثم أن المنصور شهر السيف وطلع جبل مسور واستفتحه، وأسر العامل الذي كان فيه للأمير إبراهيم بن محمد بن يعفر الحوالي، وبنى حصن مسور ونزل به، وغلب على تلك الناحية؛ فبعث إليه الهادي بأبي عبد الله الحسين بن أمرن الهرمزي، ولقبه المنصور أيضاً، وأمره أن يبعث أبا عبد الله هذا من اليمن إلى المغرب، فإن على يديه تمام الأمر، فبعثه المنصور، فمضى أبو عبد الله إلى كتامة، وهم من حمير من ولد مرة بن عبد شمس ابن وابل الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع ابن حمير الأكبر - وكتامة هؤلاء في بلد البرابر - فنزل بينهم، وكان يعلم أولادهم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015