الحور العين (صفحة 200)

فلقب بالمعلم وعرف به، ثم عرف بالشيعي وبالمشرقي، وربما لقب بالصنعاني، فمكث فيهم ستة عشر سنة، حتى تم له الأمر، وخرج عبد الله المهدي، بعد أن كان أبوه قد نزل بالشام هارباً من العراق مستتراً، فأقام في مدينة سلمية، من أعمال حمص، حتى مات الهادي في الستر، وهو آخر المستوزرين، وطلب ابنه عبد الله أشد الطلب، وبعث له المكتفي من يقبض عليه من سلمية، فهرب بوقته، حتى صار إلى سواحل الشام، ثم مضى إلى مصر فأقام بها، ثم لحقه الطلب، فخرج إلى المغرب، فظفر به بولده بسجلماسة، فحبسا وبلغ إلى أبي عبد الله الشيعي خبره، وقد كان استفتح القيروان، فكتم أمره، وسار بكتامة حتى نزل بسلجماسة، فافتتحها، وأخرج المهدي وابنه عبد الله، وقال لكتامة: هذا الذي بايعتكم له، فاجتمعوا على بيعته، وسار مع أبي عبد الله، وقد ملك المغرب كله، وجعل فيه العمال، وصارت إليه أموال عظيمة، مما جمعه أبو عبد الله من الأخماس والهدايا والوصايا والزكاة في مدته التي أقام فيها بينهم، وجاء المهدي حتى نزل القيروان، وبنى مدينة المهدية على ساحل البحر الغربي، واتخذها دار خلافته، وولده بمصر يخرج الأمر منهم، من رجل إلى ولده بالنص عليه - كما مر ذكره في فرق الخطابية - إلى وقت الحافظ ويومنا هذا، وهو سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة سنة من مهاجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وسار علي بن فضل الخنفري إلى أرض يافع، فاشتدت وطأته باليمن، واستولى على أكثر مخالفيه، وأعلن بالكفر، وأحل جميع المحرمات، وخرج المساجد، وكان يدعي أنه نبي، فقال فيه بعض شعراء أهل عصره:

خذي العود يا هذه واضربي ... نقيم شرائع هذا النبي

تولى نبي بني هاشم ... وهذا نبي بني يعرب

فحط الصلاة وحط الزكاة ... وحط الصيام ولم يتعب

وغالب الظن أنه كان من الخطابية، لأنهم يدعون أنهم أنبياء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015