قال: فما أقمنا إلا أياماً حتى أتى كتاب عج، يذكر إخراج العلوي من صنعاء.
فقال لي الوزير: كيف رأيت قول أمير المؤمنين؟
قال: قلت: الله أعلم حيث يجعل رسالاته، ما جعله الله عميد هذا الخلق بأمر قريب.
وأحمد بن عبد الله القائل في شعره إلى العراق:
هي العين أمست والكرى لا يطيعها ... ففيم تلوم النفس أو ما صنيعها
والقائل أيضاً:
لعمرك ما زال المطايا نواجياً ... لهن رسيم دائمٌ وخبيب
شعرين من أحسن الأشعار وأفصحها.
وأول من نشر مذهب الإسماعيلية باليمن منهم: الداعي أبو القاسم أبو الحسن بن فرج بن حوشب بن زادان الكوفي، وهو منصور مستور؛ وهم يرون أن محمد بن إسماعيل بن جعفر كان بالمدينة، وولد بها ولدين: جعفر وإسماعيل، وأقام حتى شهر أمره في زمن الرشيد، فحدث به يوماً أن يومئ إليه، فبعث بحمله إليه، وحدث محمد فاتخذ سرباً، وغاب فيه زماناً واستتر في داره بالمدين ة، ثم أنه بعد أن هدأ عنه الطلب خرج مستتراً، وخلف ولديه بالمدينة، فصار إلى نيسابور.
ثم صار إلى أرض ديلم لا يعرف مكانه إلا خواص شيعته، وهو يجول في ارض الديلم إلى نيسابور، وولد هنالك ولداً يكتمون اسمه، ويسمونه: الإمام المستور. وتوفي محمد بن إسماعيل بالمشرق، وأوصى إلى ابنه هذا بالأمامة، وأكد عليه في سترة اسمه.