الحور العين (صفحة 197)

وباليمن من الشيعة فرقتان: الجارودية من الزيدية، والمباركية من الإسماعيلية.

وأول من دعا باليمن إلى مذهب الزيدية، ونشر مذهب أئمتهم: يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ولقبه الهادي إلى الحق، فنزل بين خولان، وغلب على صعدة.

فخرج أحمد بن عبد الله بن محمد بن عباد الأكيلي من اليمن، إلى العراق، وافداً على المعتضد بالله في آخر أيامه، يستنجده على يحيى بن الحسين، فوجد المكتفي قد بويع له، فواجهه المكتفي بالعراق، وأمر معه بالجيوش العظيمة، حتى ورد كتاب أبي مزاحم عج بن شاح، وإلى الحرمين، يخبر أن يحيى بن الحسين العلوي خرج من صنعاء، ففتر السلطان عن ذلك العزم.

قال أبو محمد الحسن بن أحمد الهمذاني في الجزء الأول من الأكليل: حدثني أبو الصباح الحسن بن أحمد عن أبيه، قال: دخلت على الخليفة فبثثت له خبري، وأعلمته بما قصدت له، من نجدته لي.

فقال لي: أتيت على حاجتك، وبلغت منا أقصى مرادك.

قال: ثم أدخلت عليه بعد ذلك، ليتأكد علي في بعثه، الذي يبعث معي.

قال: فألح علي في ذلك.

قال: فقلت يا أمير المؤمنين، إنهم خدمك يصيرون إلى بلدك، وإلى جوار رعيتك وطاعتك.

قال: فقال لي: إن لأهل اليمن وثبات كوثبات السباع النهمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015