وأما السهم: فيكون الذي يرمى به عن القوس، ويكون: النصب من الشيء، ويكون الغلبة في المساهمة، وهي المقارعة، يقال: ساهمته فسهمته، والسهم: القدح الذي يقارع به، والسهم: مقدار ستة أذرع في المساحة، والسهم: أيضا أن يصيب الرجل السهام، فيضربه، وهو وهج الصيف يقال فيه: سهم الرجل.

والمتلف - بفتح الميم وكسرها -: القفر الذي يتلف فيه كل من سلكه، ويبرح: يكلفه البرح، وهو المشقة.

وأراد بالذكر: الذكر من الإبل؛ لأنه أقوى على السير من الناقة، فإذا برح بالجمل، كان أحرى أن يبرح بالناقة.

والضابط: القوي، والضبط الذي يعمل بيديه جميعاً.

وقوله: فما أنا والسير: يسفه نفسه، وينكر عليها السفر في مثل هذا المتلف، الذي يهلك الإبل، وإنما قال هذا؛ لأن أصحابه سافروا إلى الشام ومصر، وأرادوا منه النهوض معهم، فأبى، وقال هذا الشعر.

وبعد هذا البيت:

وبا اْلبُزْل قدْ دَمَّهَا نيُّها ... وذاتُ المدَارَأةِ الْعَائِط

وما يَتَوقَّين من حَرَّةٍ ... وما يتجاوَزْنَ مِنْ غائِط

ومِنْ أَيْها بَعْد إِبْدانِها ... وَمِنْ شَحْم أثْبَاجِهَا الهابِط

تصيح جَنَادِبُهُ رُكَّداً ... صِيَاحَ الْمسَامِير في الوَاسِطْ

فهن على كل مُسْتَوفِزٍ ... وٌقُوع الدَّجَاجَ عَلَى الْحَائِطِ

وإلاَّ النَّعَامَ وحَفَّانَهُ ... وطَغْيَا مِنَ اللَّهَق النَّاشِطِ

إذا بلغوا مصْرَهُمْ عُوِجُلوا ... من الموْتِ بالهِمْيَغِ الذَّاعِطِ

مِن المرْبَعِينَ ومِنْ آزِلٍ ... إِذا جَنَّهُ اللَّيْلُ كَالنَّاحِطِ

عَصَاكَ الأقارب في أمرهم ... فزابِلْ بأَمْرِكَ أوْ خَالِطِ

ولا تَسْقُطَنَّ سُقوط النَّوَا ... ة من كفِّ مُرْتضِخٍ لاقِطِ

البزل: المسنة من الإبل، واحدها بازل.

ومعنى دمسها: طلاها وعلاها، والني: الشحم. والمدارأة: المدافعة، يريد الناقة التي تناطح الإبل في سيرها، لنشاطها وقوتها كما قال النابغة:

يَزُوْن إلاَلاً سَيْرُهُنَّ تَدَافُع

والعائط: التي لم تحمل أعواماً، فهو أقوى لها، والحرة: كل أرضٍ سوداء كثيرة الحجارة، والغائط: المنخفض من الأرض، والأين: الإعياء، والأثباج: الأوساط، جمع ثبج، وثبج كل شيء وسطه والهابط: الذي يذوب، فيسيل من التعب، والجنادب: الجراد، والركد: - جمع راكد - الثابتة وأراد ب الواسط الرحل، وهو موضع القربوس، والهاء في جنادبه: تعود على المتلف، والمستوفز: المكان المرتفع، والدجاج: ههنا: الديوك، والحفان - بكسر الحاء وفتحها - صغار النعام.

قال الفارسي، كان الأصمعي يروي طغيا - بضم الطاء، على مثال: حبلى، وروى أحمد بن يحيى ثعلب: طغيا - بفتح الطاء على مثال سكرى، وهي البقرة.

وروى أبو عبيدة - معر بن المثنى -: وطغياً بفتح الطاء والتنوين، وكذلك رواه أبو عمرو الشيباني، قالا: وهو الصواب: يقال: طغى يطغى طغياً ويكون للناس والبهائم.

ومن رواه هكذا، روى من اللهق، أي: صوتاً من اللهق، وهو: الثور الأبيض، ومن لم ينون، وجعله اسماً مقصوراً فإنه يروي: مع اللهق.

وقال الأصمعي: الطغيا؛ الصغيرة من بقر الوحش، والحفان: النعام، ويقال: إناثها.

والناشط: الذي يخرج من موضع إلى موضع، ولا يستقر.

والهميغ الموت السريع، والذاعط: الذابح؛ وإنما قال هذا لأن الشام ومصر كثيرتا الوباء.

والمربع: الذي تأخذه حمى الربع، والآزل: الذي ضاق عليه أمره، وساءت حالته: والناحط: الذي يعتريه النحط، وهو الزفير، أراد: أن يثبطهم بذلك عن السفر!.

والمرتضخ: الذي يدق النوى للإبل، ويروى مرتحض بالحاء المهملة، والضاد المعجمة، وهو الذي يغسل النوى، ويقال: ارحضت الثوب، وارتحضته، إذا غسلته.

يقول لنفسه: عصيت عشيرتك في البقاء، وتركت السفر معهم، فلا تنزلق في رأيك بالنهوض معهم: فتكون بمنزلة النواة الساقطة من كف المرتضخ.

وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:

وأغْفِر عَوْرَاء الكريم ادَّخارَهُ ... وأعْرِض عن شتْم اللَّئيم تَكَرُّماً!

هذا البيت: لحاتم بن عبد الله الطائي، ويكنى: أبا عدي، بابنه، وأبا سفانة بابنته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015