فِي ترجمتي وَذكر أسانيدي للعلوم الدرسية الْعَقْلِيَّة وَمَا أَنا باد بِهَذَا الْوَادي وَأول مدير لذاك الرَّحِيق فِي النادي بل عملت بِسنة الْأَئِمَّة الهداة وسلكت مَسْلَك الْعلمَاء الثِّقَات وأتيت بجذوة من نَار موقدة فِي سبل السراة كالجلال السُّيُوطِيّ وَالشَّمْس السخاوي وَعبد الرَّحْمَن بن عِيسَى الْعمريّ وآزاد البلكرامي وَغَيرهم رَضِي الله عَنْهُم فَأَقُول وَبِاللَّهِ أَحول وأصول أولاني الله تَعَالَى خلعة العناصر والوجود وَأرَانِي بِعَين عنايته عَالم الْمظَاهر فِي مناظر الشُّهُود يَوْم الْأَحَد وَقت الضُّحَى التَّاسِع عشر من جميد الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بعد ألف وَمِائَتَيْنِ من هِجْرَة سيد ولد آدم ببلدة باس بريلي موطن جدي الْقَرِيب من جِهَة الْأُم شعر
(بِلَاد بهَا حل الزَّمَان تمائمي ... وَأول أَرض مس جلدي ترابها)
ثمَّ جِئْت مَعَ أُمِّي الْكَرِيمَة من بريلي إِلَى قنوج موطن آبَائِي الراقين سَمَاء العلى والأوج وَهِي بَلْدَة قديمَة ذكرهَا الْمجد فِي الْقَامُوس وَهَذَا لَفظه المانوس قنوج كسنور بلد بِالْهِنْدِ فَتحه مَحْمُود بن سبكتكين انْتهى وَأما الْهِنْد ففتحت فِي عهد الْوَلِيد بن عبد الْملك على يَد مُحَمَّد ابْن قَاسم الثَّقَفِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين الهجرية وَبَلغت راياته المظلة على الفوج سنة خمس وَتِسْعين من حُدُود السَّنَد إِلَى أقْصَى قنوج وَكَانَت الْبَلدة فِي ذَلِك الزَّمَان فائقة الْبلدَانِ كلهَا فِي كل شان من المَاء والخضراء وَالريحَان وَكَثْرَة الدول والصنائع والفنون وتوفر الْحُكَمَاء والأعيان حَتَّى عَادَتْ الْيَوْم كَمَا ترى ناضبة المَاء ذَاهِبَة الرواء خاوية على عروشها طاوية كشحها عَن عزبها وعروسها كَأَن لم تغن بالْأَمْس وَلم تطلع عَلَيْهَا قطّ الشَّمْس شعر