أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث بن اسحاق بن بشير بن شَدَّاد بن عَمْرو ابْن عمرَان الْأَزْدِيّ السجسْتانِي نِسْبَة إِلَى سجستان الإقليم الْمَشْهُور وَقيل بل نِسْبَة إِلَى سجستانة قَرْيَة من قرى الْبَصْرَة قَالَه ابْن خلكان
قَالَ الْمولى عبد الْعَزِيز الدهلوي وَقع لِابْنِ خلكان فِي تِلْكَ السّنة غلط مَعَ كَمَاله فِي علم التَّارِيخ وَتَصْحِيح الْأَنْسَاب كَمَا قَالَ السُّبْكِيّ بعد نقل عِبَارَته الْمَذْكُورَة وَهَذَا وهم وَالصَّوَاب أَنه نِسْبَة إِلَى الإقليم الْمَعْرُوف متاخم بِلَاد الْهِنْد انْتهى يَعْنِي إِلَى سيستان وَهُوَ بَين السَّنَد وهراة مُتَّصِل قندهار وَوَقع فِيهِ أَيْضا جشت وَكَانَ البست دَار السلطنة لهَذَا الْملك قَدِيما وَتقول الْعَرَب فِي نسبته سجزي أَيْضا انْتهى
ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أحد حفاظ الحَدِيث وَعلمه وَعلله وَفِي الدرجَة الْعليا من النّسك وَالصَّلَاح وَعلم الْفِقْه والورع والإتقان طوف الْبِلَاد وَكتب عَن الْعِرَاقِيّين والخراسانيين والشاميين والمصريين والجزريين والثغريين وَغَيرهم وَجمع كتاب السّنَن قَدِيما وَعرضه على الإِمَام أَحْمد فاستجاده واسحسنه وعده الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ فِي الْفُقَهَاء من جملَة أَصْحَاب الإِمَام أَحْمد وَاخْتلف فِي مذْهبه فَقيل حنبلي وَقيل شَافِعِيّ وَكتب عَنهُ شَيْخه أَحْمد بن حَنْبَل حَدِيث العتيرة
قَالَ الْحَافِظ مُوسَى بن هَارُون خلق أَبُو دَاوُد فِي الدُّنْيَا للْحَدِيث وَفِي الْآخِرَة للجنة وَمَا رَأَيْت أفضل مِنْهُ وَأَحَادِيثه مَا بَين صَحِيح وَحسن وَدون ذَلِك وجاءه سهل بن عبد الله التسترِي فَقيل لَهُ يَا أَبَا دَاوُد هَذَا سهل قد جَاءَك زَائِرًا قَالَ فَرَحَّبَ بِهِ وَأَجْلسهُ فَقَالَ يَا أَبَا دَاوُد لي إِلَيْك حَاجَة قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ حَتَّى تَقول قضيتها مَعَ الْإِمْكَان قَالَ قد قضيتها مَعَ الْإِمْكَان قَالَ أخرج لسَانك الَّذِي حدثت بِهِ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أقبله قَالَ فَأخْرج لِسَانه فَقبله