قدم بَغْدَاد مرَارًا وَنزل إِلَى الْبَصْرَة وسكنها وَتُوفِّي بهَا يَوْم الْجُمُعَة منتصف شَوَّال سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَاحْتج بِهِ مِمَّن صنف الصَّحِيح أَبُو عَليّ الْحَافِظ النَّيْسَابُورِي وَأَبُو حَمْزَة الْأَصْفَهَانِي أَخذ الحَدِيث عَن مَشَايِخ البُخَارِيّ وَمُسلم كأحمد ابْن حَنْبَل وَعُثْمَان بن أبي شيبَة وقتيبة بن سعيد وَغَيرهم من أَئِمَّة الحَدِيث وَأخذ عَنهُ ابْنه عبد الله وَأَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ وَأَبُو عَليّ اللؤْلُؤِي وَخلق سواهُم وَكَانَ أحد كميه وَاسِعًا وَالْآخر ضيقا فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ الْكمّ الوسيع لأجزاء الْكتاب وَلَا حَاجَة إِلَى سَعَة الآخر فَإِنَّهُ إِسْرَاف أَخذ عَن القعْنبِي وَأبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ وفَاق من تلامذته أَرْبَعَة فِي الْمُحدثين أَبُو بكر وَلَده واللؤلؤي وَابْن الْأَعرَابِي وَابْن داسة
قَالَ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي بَاب صَدَقَة الزَّرْع من كتاب الزَّكَاة شبرت قثاء بِمصْر ثَلَاثَة عشر شبْرًا وَرَأَيْت أترجة على بعير بقطعتين قطعت وصيرت على عَدْلَيْنِ
أبوعيسى مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُورَة بن مُوسَى بن الضَّحَّاك السّلمِيّ الضَّرِير البوغي التِّرْمِذِيّ الْحَافِظ الْمَشْهُور أحد الْأَئِمَّة الَّذين يقْتَدى بهم فِي علم الحَدِيث ولد سنة تسع وَمِائَتَيْنِ وَمَات سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ ثَالِث عشر رَجَب بترمذ لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ
وَقَالَ السَّمْعَانِيّ توفّي بقرية بوغ فِي سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وبوغ قَرْيَة من قرى ترمذ على سِتَّة فراسخ مِنْهَا وَهِي قَرْيَة قديمَة على طرف نهر بَلخ من جِهَة الشاطئ الشَّرْقِي وَيُقَال لَهَا مَدِينَة الرِّجَال وَكَانَ جده مروزيا ثمَّ انْتقل بترمذ
قَالَ السَّمْعَانِيّ فِي نِسْبَة التِّرْمِذِيّ هَذِه النِّسْبَة إِلَى مَدِينَة قديمَة على طرق نهر بَلخ الَّذِي يُقَال لَهَا جيحون وَالنَّاس يَخْتَلِفُونَ فِي كَيْفيَّة هَذِه