انْتهى وَله المؤلفات الْكَثِيرَة الجليلة لَا سِيمَا صَحِيحه الَّذِي من الله بِهِ على الْمُسلمين فقد أودع فِيهِ عجائب هَذَا الْفَنّ خَاصَّة فِي سرد الْأَسَانِيد وَحسن سِيَاق الْمُتُون وَلِهَذَا كَانَ يقدم فِي معرفَة صَحِيح الحَدِيث من سقيمه على البُخَارِيّ أَيْضا فَإِن البُخَارِيّ يَقع لَهُ الْغَلَط فِي أهل الشَّام حَيْثُ يذكر رجلا وَاحِدًا تَارَة بكنية وطورا باسمه ويراهما رجلَانِ لكَون رِوَايَته عَن أَكثر أهل الشَّام على طَرِيق المناولة لَا بطرِيق التَّحْقِيق الشفاهي بِخِلَاف مُسلم فَإِنَّهُ لَا يَقع لَهُ ذَلِك الْغَلَط فِي مَوضِع وَيَقَع للْبُخَارِيّ تعقيد الْمُتُون فِي بعض الْأَحَادِيث بِسَبَب التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير والحذف وَإِسْقَاط بعض الْأَلْفَاظ وَإِن كَانَ ينجلي بمراجعة الرِّوَايَات الْأُخْرَى الْوَارِدَة فِي صَحِيحه وَلَا يَقع ذَلِك لمُسلم فَإِنَّهُ يَسُوق الْأَلْفَاظ وَيَأْتِي بِالرِّجَالِ بِحَيْثُ لَا يَقع تَحْرِيف فِي نسخه وَقد رأى أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ مُسلما فِي الْمَنَام وَسَأَلَ عَن شَأْنه فَقَالَ إِن الله تبَارك وَتَعَالَى أَبَاحَ الْجنَّة لي أتبوأ مِنْهَا حَيْثُ أَشَاء وَرَأى صَالح أَبَا عَليّ الزَّاغُونِيّ فِي الْمَنَام وَسَأَلَهُ بِمَا نجوت قَالَ بِهَذَا الْجُزْء الَّذِي بيَدي فَإِذا هُوَ جُزْء من صَحِيح مُسلم
وَله مؤلفات أُخْرَى مفيدة جدا مِنْهَا كتاب الْجَامِع الْكَبِير على الْأَبْوَاب وَكتاب الْمسند الْكَبِير على أَسمَاء الرِّجَال وَكتاب الْأَسْمَاء والكنى وَكتاب الْعِلَل وَكتاب الوحدان وَكتاب التَّمْيِيز وَكتاب حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب وَكتاب مَشَايِخ مَالك وَكتاب مَشَايِخ الثَّوْريّ وَكتاب أَوْهَام الْمُحدثين وَكتاب من لَيْسَ لَهُ إِلَّا راو وَاحِد وَكتاب طَبَقَات التَّابِعين وَكتاب المخضرمين وَغير ذَلِك
قيل سَبَب مَوته أَنه عقد لَهُ مجْلِس للمذاكرة فَذكر لَهُ حَدِيث فَلم يعرفهُ فَانْصَرف إِلَى منزله فَقدمت لَهُ سلة تمر فَكَانَ يطْلب الحَدِيث وَيَأْخُذ تَمْرَة تَمْرَة فَأصْبح وَقد فني التَّمْر وَوجد الحَدِيث فَكَانَ ذَلِك سَبَب مَوته يَعْنِي مَاتَ بِسَبَب الْأكل الْكثير وَلَا يَخْلُو ذَلِك عَن غرابة رَحمَه الْعلي الْكَبِير