وقال:
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما تقول ويقتدى ... بالعلم منك وينفع التعليم
تصف الدواء لذي السقام من الضنا ... كيما يصح به وأنت سقيم
وأراك تلقح بالرشاد عقولنا ... نصحًا وأنت من الرشاد عديم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
وقال أبو العتاهية:
يا ذا الذي يقرأ في كتبه
ما أمر الله ولا يعمل
قد بين الرحمن مقت الذي
يأمر بالحق ولا يفعل
من كان لا تشبه أفعاله
أقواله فصمته أجمل
من عذل الناس فنفسي بما
قد قارفت من ذنبها أعذل
إن الذي ينهى ويأتي الذي
عنه نهى في الحكم لا يعدل
وراكب الذنب على جهله
أعذر ممن كان لا يجهل
لا تخلطن ما يقبل الله من فعل
بقول منك لا يقبل
وقال بعضهم:
وبخت غيرك بالعمى فأفدته
بصرًا وأنت محسن لعماك
كفتيلة المصباح تحرق نفسها
وتنير موقدها وأنت كذاك
وقال محمد بن عيسى:
لا تلم المرء على فعله ... وأنت منسوب إلى مثله
من ذم شيئًا وأتى مثله
فإنما يزري على عقله