قال أبو عمر: مِن قول أبي الدرداء هذا -والله أعلم- أخذ القائل قوله: كيف هو متقي ولا يدري ما يتقي؟ وعن الحسن قال: العالم الذي وافق علمه عمله، ومن خالف علمه عمله فذاك.
ومن الأشعار في ذم عدم العمل بالعلم، ومخالفة القول الفعل: قول أبي العتاهية:
وصفت التقى حتى كأنك ذو تقى ... وريح الخطايا من ثناياك تسطع=
ما أقبح التزهيد من واعظ ... يزهد الناس ولا يزهد
لو كان في تزهيده صادقًا ... أضحى وأمسى بيته المسجد
أن يرفض الدنيا فما باله ... يستملح الناس ويسترفد
الرزق مقسوم على من ترى ... يسعى به الأبيض والأسود
وعن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: "أشكو إلى الله عيبي ما لا أترك، ونعتي ما لا آتي". وقال: "إنما يبكي بالدين للدنيا". وقال عبد الله بن عروة في هذا المعنى شعرًا:
يبكون بالدين للدنيا وبهجتها ... أرباب دين عليها كلهم صادي
لا يعملون لشيء من معادهم ... تعجلوا حظهم في العاجل البادي
لا يهتدون ولا يهدون تابعهم ... ض ل المقود وضل القائد الهادي