فقتلوهم تقتيلا، وطاردوهم وسيلقون جزاءهم في الآخرة بعد ما لقوه في الدنيا، وقوله ((ثقلين)) الثقل هو متاع المسافر ليتركه وديعة حتى يعود من سفره، والمقصود هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك أمرين وديعة عند أمته، أحدهما: يتبع ويقتدى به ويحكم وهو القول الفصل وهو كتاب الله، والثاني: يكرم ويراقب فيه عهده بعد وفاته كما كان يراقب فيه في حياته وهم أهل بيته.
رابعها: بيان أهل بيته من هم؟ وقد تقدم الكلام في هذا المعنى مستوفى، وفي رواية لمسلم بعد قوله ((وعترتي أهل بيتي)) ولن يفترقا حتى يردا على الحوض، فقول عليه السلام ((ولن يفترقا حتى يردا على الحوض)) نص صريح في الخصوصية والمزية وعلم من أعلام نبوته، فإن أهل البيت الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، هم عباس وأهل بيته، وعلي وأهل بيته، وعقيل وأهل بيته، وجعفر وأهل بيته كلهم كانوا على الهدى المستقيم، عاشوا عليه وماتوا عليه ولم يحدث منهم شيء ينكر، ولا ندعي أنهم معصومون، فإن العصمة خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم خلافاً للإمامية الذين قالوا بعصمة أئمتهم.
وقد اختلف الناس في ((علي)) ، وهلكت فيه طائفتان. طائفة