((تأمل حديث زيد بن أرقم تجد فيه مسائل:

الأولى: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح خطبته بحمد الله والثناء عليه وكذلك خلفاؤه ومن بعدهم في زمان العز والإقبال والسيادة والاستقلال حتى جاء زمان الذل والاستعمار فتركت هذه السنة واستبدلت بسنة المستعمر ((سيداتي آنساتي سادتي)) {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه} .

ثانيها: إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا بد أن ينتقل من هذه الدار الفانية وأنه تارك في أمته كتاب الله وأخبر أن هداهم ونورهم في الأخذ بكتاب الله والتمسك به تعلماً وتعليماً واتخاذه إماماً وحكما وتحليل حلاله وتحريم حرامه.

وفي الرواية الأخرى أن القرآن حبل الله المتين أي عهده ومن اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة، فمن ترك كتاب الله واستبدله بقوانين البشر فهو على ضلالة في ظلمة مدلهمة يخبط كالعشواء ولا يستقيم له أمر أبداً.

ثالثها: الوصية لأهل بيته والتأكيد فيها ولا شك أن الله أطلعه على ما سيلقاه أهل بيته من أعدائهم بعده، ومع توكيد تلك الوصية فقد ضيعها المضيعون، اتخذوا أهل بيته غرضاً من بعده ونصبوا لهم العداوة ولم يراعوا فيهم إلا ولا ذمة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015